في عالم الأعمال المتنافس والمتغير باستمرار، أصبح النجاح في هذه البيئة المتداخلة والمعقدة يحتاج إلى مهارات متعددة واستراتيجيات مخططة وفعالة، مما أدى إلى ضرورة أن تكون المهارات القيادية الإدارية حاضرة لدى جميع المديرين على جميع مستويات الشركة، لمساعدة باقي فريق العمل على التكيف في ظل التحولات المستمرة وتوجيهم نحو تحقيق أهداف المؤسسة بأعلى كفاءة ممكنة.
المهارات القيادية أيضًا تساهم بشكل أساسي في بناء بيئة عمل إيجابية تساعد على تعزيز عملية الابتكار والإبداع في العمل، من خلال تحفيز الموظفين وتقديم الدعم المناسب لهم، وتطوير قدراتهم مما ينعكس بشكل إيجابي على أداء المؤسسة بالكامل. فالقائد الفعّال في بيئة العمل، هو البطل الذي يوجِّه شراع السفينة نحو شواطئ الاستقرار والتفوق عن المنافسين.
اقرأ في هذا المقال:
القيادة الإدارية هي عملية توجيه فريق العمل للتحرك نحو أهداف الشركة المحددة، وتنظيم الأنشطة والعمليات اليومية داخل بيئة العمل وإصدار القرارات والأوامر التكتيكية والإشراف الإداري على مهام الموظفين، باستخدام طرق الاستمالة والإقناع والتحفيز المختلفة وتحت نطاق ” السلطة الرسمية” الموكلة لقائد العمل أو المسؤولين عن إدارات الشركة.
المهارات القيادية التي يمتلكها المديرين تبرز الجانب الإنساني في إدارة الشركات، حيث تعكس القدرة على التفاعل مع فريق العمل بكفاءة وفعالية، فمن مهام المدير القائد المساهمة في تطوير وتحسين العلاقات القائمة على التفاهم والتعاون بينه وبين المرؤوسين، وتبرز أهمية القيادة الإدارية في ضوء:
عن طريق:
– الاستشعار المبكر للتغيرات والتطورات الداخلية والخارجية.
-تقييم التأثيرات المحتمل حدوثها
– وضع استراتيجيات للتكيف لتوجيه الموظفين للعمل في ظل التحديات والأزمات.
-تهيئة الموظفين والحث على تبني ثقافة المرونة للاستعداد لأي تغيير يحدث داخل الشركة لمواكبة التطورات.
يوجد علاقة طردية بين استخدام مهارات القيادة الإدارية وبين مستوى الأداء الوظيفي داخل الشركة. هناك أنماط وأساليب قيادية متعددة مثل ( القيادة التحويلية – القيادة الديمقراطية – القيادة التعاقدية – القيادة البيروقراطية – القيادة الاستبدادية)، وعند اختيار نمط القيادة المثالي والملائم لطبيعة نشاط الشركة وأهدافها فإن ذلك يؤثر على عملية التحفيز، والتفاعل، والالتزام من جانب العاملين داخل المؤسسة، وبالتالي كلما نجح قادة الأعمال من استغلال مهاراتهم القيادية بطريقة صحيحة انعكس ذلك على نتائج الأداء المؤسسي بشكل عام حيث يصبح أكثر تطورًا وإنتاجية، وبالتالي تستفيد الشركة من تحقيق أهدافها بفاعلية أكبر في ظل الرضا التام للعاملين وزيادة الشعور بانتمائهم وولائهم للشركة، مما يؤدي إلى معدلات تحويل أقل ومعدلات أعلى للارتباط بمكان العمل.
أيضًا القيادة الإدارية تساعد على تمكين الموظفين من خلال بعض الاستراتيجيات التي يستخدمها القادة مثل ( تعزيز ثقافة الثقة في بيئة العمل – تقديم ملاحظات على الأداء بشكل مستمر – بناء التواصل في اتجاهين – دعم فرص التطور والنمو).
هناك العديد من مهارات القيادة الفعالة التي يجب على قائد الأعمال الناجح أن يمتلكها ليستطيع إدارة المؤسسة وتوجيهها نحو طريق النجاح، نذكر أهم هذه المهارات الضرورية في عملية الإدارة.
يعد الذكاء العاطفي مهارة حيوية لجميع القادة، حيث تؤثر بشكل مباشر على باقي المهارات الأخرى تؤثر على معظم المهارات الأخرى، فتطوير مهارة الذكاء العاطفي لدى القائد تساعد في خلق بيئة إيجابية من خلال تحسين التواصل، تحفيز الفريق، تفويض المهام، والبقاء مرنًا تحت وجود ضغط.
كيفية تواصل القادة مع الآخرين الذين يتبعونهم تؤثر على سير عملية أداء المهام والإدارة بشكل عام، ولكي تضمن جودة عملية الاتصال داخل الشركة يجب قياس مدى فعالية التواصل بين القائد والمرؤوسين ومدى فهمهم للأهداف المحددة وكيفية بلوغها.
القائد الناجح يحافظ على وضع نمط اتصال مفتوح مع أعضاء الفريق، ويمكنه شرح أهداف ومهام المؤسسة بوضوح وشفافية باستخدام مختلف قنوات الاتصال، مثل الجلسات الفردية، البريد الإلكتروني، الفيديو، المكالمات الهاتفية. ويقوم أيضًا بتفكيك الأفكار المعقدة لجعلها سهلة الفهم للجميع، ويمكنه الاستماع الفعال لكل عضو من أعضاء الفريق، هذه المهارة تساعد على حل المشكلات وتمنع نشوب النزاعات وتساهم في نجاح الشركة بالتأكيد.
بالعمل، نادرًا ما تجري الأمور كما هو مخطط لها حتى إذا كان هناك استراتيجيات مسبقة لمواجهة المخاطر والأزمات يظل هناك تغيرات مفاجئة تعرقل الخطط الموضوعة، هنا يأتي دور القائد الذي يجب أن تتوفر فيه مهارة المرونة لامتصاص الضغوطات والعمل على وضع سيناريوهات حلول بديلة للتكيف مع التحديات الطارئة وتوجيه الفريق نحو مسارات جديدة للعمل.
من أهم المهارات القيادية الهامة التي يجب أن يتمتع بها جميع القادة في بيئة العمل، فإدارة الوقت، وتحديد الأولويات، وجدولة المهام، وتنظيم الموارد بشكل صحيح، كلها إجراءات تساعد على سير العمل بوتيرة سريعة وتساهم في رفع مستوى أداء الفريق وبالتالي تحقيق النجاح المؤسسي. كما أن مهارة التنظيم تسمح للقائد الإداري بتحقيق التوازن بين مهام الموظفين وتنفيذ أهداف الشركة مما يعزز من دوره كقائد فعّال داخل المؤسسة.
يجب على المديرين أن يدركوا أن أساليب القيادة التي يتبعونها تؤثر مباشرة على استمرارية الموظفين بالعمل لأطول فترة ممكنة، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 75% من الموظفين الذين تركوا وظائفهم فعلوا ذلك بسبب تلقي تعاملات سيئة من رئيسهم المباشر وليس بسبب الوظيفة، وبالتالي عندما يتمتع المديرين بمهارات قيادية يقل معدل دوران الموظفين وتتمتع الشركات بالاستقرار والنمو.
في السطور التالية نقدم أهم النصائح التي تساعد المدراء في نمو مهاراتهم القيادية من أجل تسخير بيئة عمل إيجابية ومنتجة تتسم بالنجاح والقدرة على مواكبة أي تغيرات.